أسهل الأساليب للتخلص من المماطله والتأجيل
المماطلة والتأجيل هما من أكبر العقبات التي تواجه الكثير من الناس في تحقيق أهدافهم ومهامهم. فهما يعنيان تأخير العمل على شيء مهم أو ضروري لوقت لاحق، بحجة عدم الاستعداد أو الرغبة أو الوقت الكافي. وهذا يؤدي إلى تراكم الضغوط والمشاكل والندم على فرص ضاعت أو أهداف لم تتحقق. ولكن كيف يمكننا التغلب على هذه المشكلة والتخلص من عادة المماطلة والتأجيل؟ في هذا المقال، سنستعرض بعض الأساليب البسيطة والفعالة التي يمكننا تطبيقها في حياتنا اليومية لزيادة إنتاجيتنا وتحسين أدائنا.
تحديد الأهداف والمهام بوضوح
أول خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي تحديد الأهداف والمهام التي نريد إنجازها بوضوح ودقة. فإذا كانت الأهداف والمهام غامضة أو كبيرة جدا أو صعبة جدا، فسيكون من السهل تأجيلها أو تجنبها. لذلك، يجب أن نحدد الأهداف والمهام بشكل محدد ومقياس وممكن ومرتبط بالزمن. مثلا، بدلا من أن نقول “أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية”، يمكننا أن نقول “أريد أن أحصل على شهادة IELTS بمستوى 7 في غضون 6 أشهر”. وبدلا من أن نقول “أريد أن أنهي مشروعي”، يمكننا أن نقول “أريد أن أكتب 10 صفحات من مشروعي بحلول نهاية هذا الأسبوع”.
تقسيم الأهداف والمهام إلى خطوات صغيرة
ثاني خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي تقسيم الأهداف والمهام إلى خطوات صغيرة ومنطقية وسهلة الإنجاز. فإذا كانت الأهداف والمهام كبيرة جدا أو معقدة جدا، فسيكون من الصعب البدء فيها أو الاستمرار فيها. لذلك، يجب أن نجزء الأهداف والمهام إلى وحدات أصغر وأبسط وأقل تكلفة. مثلا، بدلا من أن نقول “أريد أن أحصل على شهادة IELTS بمستوى 7 في غضون 6 أشهر”، يمكننا أن نقول “أريد أن أدرس 30 دقيقة يوميا لمدة شهر على تطبيق Duolingo”، ثم “أريد أن أحجز اختبار تحديد المستوى في مركز IELTS”، ثم “أريد أن أشترك في دورة تدريبية على الإنترنت لمدة شهرين”، وهكذا. وبدلا من أن نقول “أريد أن أنهي مشروعي”، يمكننا أن نقول “أريد أن أحدد موضوع مشروعي وأكتب مقدمته”، ثم “أريد أن أجمع المصادر وأكتب الفصل الأول”، ثم “أريد أن أراجع الفصل الأول وأكتب الفصل الثاني”، وهكذا.
تحديد مواعيد نهائية والالتزام بها
ثالث خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي تحديد مواعيد نهائية لإنجاز الأهداف والمهام والالتزام بها. فإذا كانت الأهداف والمهام لا تحتوي على مواعيد نهائية محددة أو واقعية، فسيكون من السهل تأجيلها أو تغييرها. لذلك، يجب أن نحدد مواعيد نهائية تناسب الأهداف والمهام وتحفزنا على العمل. مثلا، بدلا من أن نقول “أريد أن أدرس 30 دقيقة يوميا لمدة شهر على تطبيق Duolingo”، يمكننا أن نقول “أريد أن أدرس 30 دقيقة يوميا لمدة شهر على تطبيق Duolingo وأن أصل إلى المستوى 10 بحلول نهاية الشهر”. وبدلا من أن نقول “أريد أن أحدد موضوع مشروعي وأكتب مقدمته”، يمكننا أن نقول “أريد أن أحدد موضوع مشروعي وأكتب مقدمته بحلول يوم الخميس القادم”.
التخلص من المشتتات والمحفزات
رابع خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي التخلص من المشتتات والمحفزات التي تعيق تركيزنا وتشغلنا عن العمل. فإذا كانت هناك عوامل خارجية أو داخلية تلهينا أو تجذبنا إلى أشياء أخرى غير مهمة أو غير ضرورية، فسيكون من الصعب البقاء على المسار والانتهاء من الأهداف والمهام. لذلك، يجب أن نتخلص من كل ما يمكن أن يشتت انتباهنا أو يحفزنا على المماطلة. مثلا، يمكننا أن نغلق الهاتف أو الكمبيوتر أو التلفاز أو الراديو أو أي جهاز آخر يصدر أصواتا أو إشاراتا تشوش علينا. كما يمكننا أن نبتعد عن الأشخاص أو الأماكن أو الأنشطة التي تجعلنا ننسى العمل أو نفقد الحماس. وكذلك يمكننا أن نتغلب على المشاعر أو الأفكار السلبية التي تثبط من عزيمتنا أو تخيفنا من الفشل أو النقد.
تحديد مكافآت وعقوبات للنفس
خامس خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي تحديد مكافآت وعقوبات للنفس تعزز من دافعيتنا وتحملنا على المسؤولية. فإذا كانت هناك محفزات داخلية أو خارجية تجعلنا نشعر بالرضا أو السعادة عند إنجاز الأهداف والمهام، أو تجعلنا نشعر بالندم أو الحزن عند تأجيلها أو تفويتها، فسيكون من السهل الالتزام بها والاستمرار فيها. لذلك، يجب أن نحدد مكافآت وعقوبات تناسب الأهداف والمهام وتحفزنا على العمل. مثلا، يمكننا أن نقول “إذا درست 30 دقيقة يوميا لمدة شهر على تطبيق Duolingo ووصلت إلى المستوى 10 بحلول نهاية الشهر، فسأمنح نفسي هدية أو أذهب إلى مكان أحبه أو أفعل شيئا أستمتع به”. وبدلا من ذلك، يمكننا أن نقول “إذا لم أدرس 30 دقيقة يوميا لمدة شهر على تطبيق Duolingo أو لم أصل إلى المستوى 10 بحلول نهاية الشهر، فسأعاقب نفسي بدفع غرامة أو الامتناع عن شيء أحبه أو أفعل شيئا لا أحبه”.
البحث عن الدعم والمساعدة
سادس خطوة للتخلص من المماطلة والتأجيل هي البحث عن الدعم والمساعدة من الآخرين الذين يمكنهم مساندتنا وتشجيعنا ومراقبتنا وتقديم النصح والإرشاد لنا. فإذا كنا نعمل بمفردنا أو نعاني من العزلة أو الوحدة أو الضعف أو اليأس، فسيكون من الصعب التغلب على المماطلة والتأجيل. لذلك، يجب أن نبحث عن الدعم والمساعدة من الأشخاص الذين يهتمون بنا ويحترموننا ويثقون بنا ويشاركوننا الأهداف والمهام. مثلا، يمكننا أن نطلب من صديق أو أخ أو زميل أو معلم أو مدرب أن يكون شريكنا أو مرشدنا أو محفزنا أو مراقبنا في إنجاز الأهداف والمهام. ويمكننا أن نتواصل معهم بانتظام ونطلعهم على تقدمنا ونستمع إلى آرائهم ونستفيد من خبراتهم ونتلقى منهم الثناء والتقدير والنقد البناء.
خاتمة
في هذا المقال، استعرضنا بعض الأساليب البسيطة والفعالة للتخلص من المماطلة والتأجيل، وهي:
- تحديد الأهداف والمهام بوضوح
- تقسيم الأهداف والمهام إلى خطوات صغيرة
- تحديد مواعيد نهائية والالتزام بها
- التخلص من المشتتات والمحفزات
- تحديد مكافآت وعقوبات للنفس
- البحث عن الدعم والمساعدة
إذا طبقنا هذه الأساليب في حياتنا اليومية، فسنتمكن من زيادة إنتاجيتنا وتحسين أدائنا وتحقيق أهدافنا ومهامنا بسهولة وسرعة وجودة. وسنشعر بالرضا والسعادة والثقة والاستقرار والنجاح.